السبت، 19 ديسمبر 2015

دور شيوخ الطريقة الشيخية الشاذلية





دور شيوخ الطريقة الشيخية الشاذلية في اصلاح ذات البين والتقارب  (نموذج)

رسالة الشيخ سيدي الحاج الطيب ابن المجاهد الشيخ سيدي بوعمامة الى العالم الجليل سيدي عبد الحميد بن باديس والشيخ الجليل سيدي احمد بن مصطفى العلاوي رحمهم الله جميعا
كان ذالك في الثلاثينيات من القرن الماضي ( دعوة للتقارب )
_____________________________________________________

بسم الله الرحمان الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد واله وصحبه

وبعد : لما راينا اخواننا المسلمين و طائفة الموحدين الذين ذكرهم الله في كتابه العزيز     ( كنتم خير امة اخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ) وهذه الايات تعم الاولين وتبقى حجة على الاخرين .
فاذا به راينا وشهدنا بخلاف ذلك التصديق لقوله تعالى : ( لا يزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمات ربك صدقا و عدلا لاملئن جهنم من الجنة والناس اجمعين.) فبهاذا تحقق لنا ان امر الخلاف لا يزول ولا يحول فقد راينا ذوي العلوم على هذا الحال وذوي الولاية على هذا ولا وجدنا لهذا الداء دواء تصديقا لكلامه العزيز الذي لاياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
فقد ساءني كلام الشيخ سيدي احمد بن مصطفي العلاوى فيما جرى بينه وبين عالم المسليمن القابض على السنة والدين"سيدي باديس"فتاملت تامل الحيران من هذا الامر الشنيع الذي لا يوافق اهل العلم ولا اهل التصوف فهم اولى من ينطق بالحق ويركن اليه واول من يمتثل لكلام الله ويجنح اليه فقد نهانا العزيز الجبار في كتابه عن الغيبة والنميمة والافتراء
اذا لم يبتدع وكان متبع لما سبق فلا عيب .. فقد سئل الشيخ سيدي احمد البدوي وغيره
في عصرهم عن الداعية.. فقالوا لو وجدنا في كل شعبة وواد داعية يامر بما امر الله ورسوله
وينهي عما نهى الله ورسوله فما ذاك الا زيادة في الدين وتنبيه للغافلين فقد امر الله بالنصيحة 
والتواصي...فيا معشر الداعين.. و يا معشر المتفقهين.. لماذا تسارعوا لمثل هذا قبل ان تنهوا عنه وانتم لو اتاكم احد بمثل هذا لنهيتم وامرتم.. فما بال انفسكم عل هذا الحال حتى شفيتم
فينا الاعداء و اطلع على اموركم الاشقياء من كل الفرق. فلماذا لم تجتمعوا في صعيد واحد 
وتطلعوا على احوالكم. فمن وجدتموه على حق نصرتموه.. ومن هو على باطل زجرتموه.. ليستقيم دينكم وتصلح مفاسدكم ويعلم الناس انكم على الحقيقة وصفاء الطريقة.. فهذا الخلاف ليس هو خلاف رحمة في امور الدين.. وانما خلاف في امور اتباع الهوى.. يغتب بعضكم بعضا ويلعن بعضكم بعضا. نبينا صلى الله عليه وسلم قال "لا تزال امتي على خير ما لم تتلاعن. فيا اخواننا في الدين ويا طائفة الموحدين ارجعوا على ما انتم عليه وكونوا اخوانا وعلى الدين اعوانا فانكم في عصر بين ذئب و ثعلب و اسد.. ولكم علوم تقيكم باسكم و تؤيد جنسكم و تنصر ملتكم.. فلا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم والاعداء لكم بالمرصاد فلا نهي الا بالسر. لقوله صلى الله عليه و سلم "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان. فلا يصلح الا من له راية من الحق واساس من الصدق وامر ليس فيه فتق.. فقد شوشتم عقول الاغبياء مثلي.. حتى انهم ظنوا انكم كلكم على ضلال.. ولا في دنينا مضل ولا ضال.. الا كثرة القيل و المقال الذي لا صواب فيه.. وان كان صواب فقد افسده اللجاج و كثرة الاعوجاج.. ما قل و افاد احسن مما كثر و فسد.. يا خير العباد كونوا كما امركم خالقكم.. و الله يهدي للحق و لطريق الصواب وما توفيقنا الا بالله عليه توكلت و هو حسبي ونعم الوكيل. والسلام

الطيب بن بوعمامة لطف الله به.



عن الزاوية الشيخية البوعمامية نقل الشيخ بوعمامة ابن شيخ الطريقة الشيخية الشاذلية
 رسائل شيخ الطريقة الشيخية الشاذلية  رقم 2

رسائل شيخ الطريقة الشيخية الشاذلية رقم 2

من  رسائل شيخ الطريقة الشيخية الشاذلية: الشيخ سيدي الحاج الطيب بن بوعمامة إلى إبنه ووارث سره  سيدي الشيخ عبد الحاكم رحمهم الله
___________________________________________


___________________________________________
بسم الله الرحمن الرحيم 
الحمد لله وحده . ( اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم )
إبننا الابر عبد الحاكم عليك السلام التام .
وبعد إننا كلفناك وبكل خير كسيناك، مبتهلين إلى الله سبحانه أن يورثك ميراث الصالحين وينجيك من كل فتنة وهم وغم وشيطان مريد وعدو حاسد وبما أؤكد به عليك هو الخير وصفاوة القلب والتجاوز عن هفوات الخلق والصبر لكل من إنتمى إليك والصبر للفقراء والوصفان فإنك ترى لم يبق لك أحد إلا هم، إصبر لهم صبر الكرام .......
وإن رأيت منهم شيئا فلا تحافيهم به، قال عليه الصلاة والسلام : ( فأطعموهم مما تأكلون وألبسوهم مما تلبسون ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم ) فإنك لا تجد صادق ولا وافي ولا سالم من العيوب فالخلق كله ناقص إلا من رحم ربك، وبهذا أوصيك ولا إعانة إلا من الله .
والسلام 
الطيب بن بوعمامة 
من شوال 13- 1353ه
____________
نقل حاكمي مصطفى
رسالة من شيخ الطريقة الشيخية الشاذلية الشيخ سيدي الحاج الطيب بن أبي عمامة

رسالة من شيخ الطريقة الشيخية الشاذلية الشيخ سيدي الحاج الطيب بن أبي عمامة






رسالة من شيخ الطريقة الشيخية الشاذلية الشيخ سيدي الحاج الطيب بن أبي عمامة ( المتوفى : 3 من شهر صفر الخير سنة 1354ه الموافق ل 7 من شهر ماي 1935م ) إلى مقدميه وفقرائه بمدينة توات بالجزائر 
بسم الله الرحمن الرحيم 
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم 
أحباؤنا الكرام الإخوان في الله ( المقدم السيد قدور بن عمار، والمقدم السيد أحمد وكافة الفقراء والمحبين في الله .
وبعد إخواني قد بلغني أنكم متحاسدين ومتباغظين، وهذا لا ينبغي لكم من كل جانب، أولها أنكم مسلمون مومنون والله تعالى يقول ( إنما المومنون إخوة ) جمعكم الإسلام وألفكم، وثانيها أنكم متمسكون بحبل أهل الله وشهدتم على أنفسكم بمبايعة شيخكم، ومبايعة الشيخ تكون بأوصاف أولها أن تكونوا كذات واحدة تتألم بألم واحد وتستريح براحة واحدة لا فرق فيها . 
تحبون بعضكم بعضا وتتناصحون وتتواصلون، فالجاهل يعلمه العارف، والعارف يرفق بالجاهل ويحسن له حتى يتعلم بسهولة ويحسن في تأديبه.
فيا إخواني من كان يؤمن بالله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، فليقل خيرا أو يصمت، فيا إخواني نحبكم أن تكونوا تجتمعوا وتتذاكروا وتنتهوا عن كل شيء فيه ذنب ومعصية وإياكم والكبر فمن تكبر فقد خرج من حزب الشيخ وحزب الله ورسوله ولا تغتابوا فمن إغتاب فقد نزع قدمه من طريق أهل الله ولا تتحاسدوا فمن حسد فكذلك .....
وأكثروا من الأذكار والصلاة على سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، حيث هي مفتاح كل ذكر وبها تتم العبادة وبها تتنور القلوب، والصلاة المفروضة بتمام ركوعها وسجودها وفرضها وجميع ما تحتاج إليه، والزكاة والحج على من إستطاع.
فيا إخواني إن شيخكم تعرض عليه أعمالكم فأصلحوها ولا تفعلوا ما يعود عليكم إثمه فتهلكوا، فيا إخواني قد بلغني أن فيكم من يبغت المشائخ وينظر إليهم بعين الإحتقار، فيا إخواني أنتم وإياهم ملة واحدة ( رسول الله واحد، وكتاب واحد) فما هو الفرق الذي وجدتموه بين هؤلاء حتى فرقتم بينهم فما هي إلا أسماء سميتموها أنتم ما أنزل الله بها من سلطان، فيا إخواني لا فرق إلا في الأذكار كل واحد ذكر الله بما وفقه وألهمه، وكلهم من رسول الله، فيا إخواني جميع مجالس الذكر مع أي شيخ كان لله وإبتغاء مرضاته، فأجلس فيها وأذكر بذكره ولا تتخلف عنه فما هي إلا أنوار تتنورون بها وأذكار تتعبدون بها وإخوان تتعاملون معهم في الدين، فلا فرق ومن فرق فقد تزندق، فيا إخواني إني أخاف عليكم مما ذكرته ونحذركم منه، فالتسليم والآداب وحسن الظن بالله وبشيخك وبجميع المشائخ فقد أمرنا شيخنا ( الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد ) توسل بهم تنل سريع الإجابة .
فمن تمسك بشيخ وكان على نهجه بغير مخالفة فقد تمسك بجميع المشائخ من أولهم إلى آخرهم .
فيا إخواني أخبركم بأهل الصلاح والفلاح الناجحين وهم المومنون بعهد الله إذا عاهدوا القائمين بأمر الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم مع أي شيخ كانوا فما هي إلا طريقة واحدة وإن تعددت، كتاب ورسول وسنة وذكر لا زائد على هذا، إنما المنحة تكون متفرقة على قدر الإجتهاد بهدايته وتوفيقه، وإياكم أن تفرقوا وتغرنكم الأقوال الكثيرة فإن المعنى واحد والأصل واحد، شجرة مثمرة يأكل منها كل ورد إليها وأخذ بيده، عرقها في اللوح المحفوظ من الله الغني الكريم، وفرعها في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وأمينها جبريل عليه السلام، وأنهارها الأذكار والأدلاء أولياؤه وعلماؤه العاملون فما هو الفرق ؟؟ 
وإنما الفرق يكون عند من لا علم له جاهل بحقيقة الأمور، وإن أمرك الشيخ بالإعتزال عن المشائخ في أيام التربية فمقصوده الواحد هو أن لا تشغل نفسك بكثرة الشيوخ حتى يعلمك ويخبرك بجميع طرق الخير ويحذرك من طرق الشر، وحين يراك عرفت المسالك وتمسكت بالعروة الوثقى عند ذلك يأمرك بالجميع والإتصال مع الجميع فلا يكون الفرق ما الفرق إلا في واحدة وهي المنحة الربانية .
كما بلغني أن بعض الإخوان تكلم في هذه الصلاة : ( اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله كما لا نهاية لكمالك وعد كماله ) فإن الواحدة منها تعدل دلائل الخيرات عشر مائة .
وثانيهما : 1- ( اللهم صل وسلم وبارك على طلعت الذات المطلسم والغيب ..................................... فصل اللهم به فيه من هو عليه وسلم تسليما كثيرا والحمد لله رب العالمين .) خمسة منها فدية وتعدل دلائل الخيرات ثماية عشر ألف وقيل كذا وخمسين .
ومنها الفاتح لما أغلق فيها من الأجر ما لا يحصى ويعد .
ومنها : ( اللهم صل على سيدنا محمد صلاة تنجينا بها من جميع الأهوال والآفات إلى آخرها وكثيرا لا يحصى .
وأما الشيخ أبينا فقد أمر بالصلاة خمسة وعشرين دبر كل صلاة وهي الصلاة المذكورة أولا
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله كما لا نهاية لكماله وعد كماله .
ومن زاد زاده الله من فضله .
حفظكم الله بالسنة والكتاب وأغاثكم بعنايته قبل يوم الحساب، وكونوا عباد الله مخلصين ذاكرين شاكرين صابرين محافظين على حدود الله . والسلام
الطيب بن أبي عمامة .