الأحد، 3 يناير 2016

رسالة جوابية من الشيخ سيدي الطيب بن بوعمامة الى ابنه سيدي عبد الحالكم



نموذج من الرسائل الجوابية من الاب لابنه
رسالة جوابية من الشيخ سيدي الطيب بن بوعمامة الى ابنه سيدي  عبد الحالكم

الحمد الله وصلى الله على رسوله الكريم و اله . ابني العزيز عبد الحالكم و عليك السلام التام وبعد : وصلني كتابك وفرحت بقولك حيث فيه شفقة ورافة لوالديك فلا تكون الرحمة الا للمرحومين . ارحم من في الارض يرحمك من في السماء ولين بالوالدين (كذا) وثانيهما شهادتك " فهذا حق الابن على ابيه . وثالثها خوفك من الله وملامة نفسك وزجرها وعتابها وقلت : عدم رؤيتك لها بصلاح ونجاح " هكذا نحبك ان تكون والحمد لله . فان حكمة الله فيك وبركاته تكن عليك . فلا تخف من فقر بل خف من خالقه هو الذي بيده جنود الرحمة والارزاق فلو عددنا جنود الرحمة ما احصيناها (وان تعدو نعمة الله لا تحصوها ) فلو عددنا نعمة حسن صورتنا ( صوركم فاحسن صوركم ) ما قدرنا على رد نعمتها و ما هو متعلق بها من سمع وبصر و تلذذ . وكل شيء يطول ذكره و يضيق كتابه فلا ينبغي لنا سوى الشكر على نعمته اللهم
(له الحمد ) كما اثنى على نفسه لا نحصي ثناء عليه . واكبر من هذا كله نعمة الاسلام التي تعاظمت علينا وجعلنا من اهلها . فباي لسان نشكره ? وباي حمد نحمده ? وماذ كرته من امر المساجد و الابار و غيرها فلا لي شكر في ذلك بل توفيقى ورزقي من عنده " و عنايتي به وحركاتي به " فما بقي لي بعد هذا شيء و الله ما لي نفس ولا مال ولا حركة ولا سكون وما تشاؤون الا ان يشاء الله . القادر . قدر ما كان وما يكون . فلا قدرة للكون الا ما كون الله فيه . فلا تنسب الاشياء للعاجز الجاهل . فهذه اوصافنا فما بقي لنا بعد هذا الا هو . ولا اشياء تذكر الا الله وحده لا شريك له فالمنفي لا يثبت له جسم ولا فعل " بل خيال يدور بدوران الانوار الربانية . فيا له من نور لو اهتديناه . اما ما رايته من حالتي الوهنة فكيف يا ابني يستقيم حالي وانا بين خوف ورجاء فكم من عاقبة ترتجى . وان الاعوجاج لا يفارقني . ووصفني خالقي الذي هو اعرف مني بنفسي بقوله : ( انه كان ظلوما جهولا ) فلا ادري ظلمي و جهلي اين يسوقني . ولولا رحمة ربي ورجائي فيه الجميل " ليئست " حيث وصفي ظلم وجهل " فجهل يلقى لكل بلاء " وظلم يلقى في النار لقوله تعالى : ( الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم يظلم ) فهنا ذهب المفتاح و انغلق الباب " ولم يبق الا الفتاح لمن ضل منه المفتاح . فيا بني لا تعتمد على زيد ولا على عمر . فمن قال ادخل الجنة بعملي " فكافر و احمق . ومن قال ادخل بلا عمل فكافر واحمق " فاعقلها وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا " هو حسبي ونعم الوكيل . فالمؤمن بتوفيق الله يسير و هو يكفيه " وغيره بقدره الله فعليك بالتضرع و التوكل و الاعتماد عليه . واياك و الخوض في بحر العجب . فمن تعجب في نفسه و عمله " فقد هلك هلاك لاله انفكاك . فتضرع اليه وادعه " فهو المجيب القريب ان يمنحك منحة يصفى بها سرك من كل ناقصة و نجسة و بعد من الله " بل يقربك اليه حتى لا تسمع و لا ترى ولا تعرف الا هو لتكون مستريحا من جميع الهموم و الغموم . و توسل اليه بجاه كل رسول و كل نبي و كل ولي و كل مؤمن و مؤمنة . الله يريني فيك ما يحبه الله واولياؤه و ما احبه لك " و كذلك اخوانك كلهم و امك التي هي ركن من اركاننا " واولادك على اعقابك بكل خير " و السلام .
 الطيب بن ابي عمامة لطف الله به .  
عن الزاوية البوعمامية الشيخية الشاذلية  

مواضيع ذات صلة

رسالة جوابية من الشيخ سيدي الطيب بن بوعمامة الى ابنه سيدي عبد الحالكم
4/ 5
Oleh

إشترك في موقع متحف الطريقة الشيخية الشاذلية

.اشترك وكن أول من يعرف بمستجدات المواضيع المطروحة